يسمونا الجنس اللطيف، وهناك سمة أخرى لها أن تطرينا وهي اننا الجنس النظيف. ولا أظن أن هذه المعلومة قد فاجأت أحداً منا إذ أن الإحصاءات أظهرت بشكل عام أن 48% فقط من الرجال يغسلون أيديهم مقابل 58% من الجنس اللطيف. ولكن هل نغسل ايادينا بالشكل الصحيح؟
كنت أنتظر وصول مريضتي الشابة من غرفتها إلى قسم العمليات لأحييها قبل أن أذهب لغسل وتعقيم يديَّ وارتداء ملابس العمليات. توجه نظري إلى بوستر كبير لافت من الرسوم الكاريكاتورية الملونة ملصق على الحائط لتذكير كل من يمر عبر كوريدور قسم العمليات بالطريقة الصحيحة لغسل الأيدي وتساءلت إذا كان كل الناس في الطريق وفي المنزل وفي المكتب يدركون أهمية غسل الأيدي أو يعرفون الطريقة الصحيحة.
هل نستخدم الصابون؟ 38% فقط يفعلون، حسب دراسة أجريت على طلاب الجامعة من الجنسين.
هل نفرك أيدينا لمدة كافية؟ 2% فقط (يا للهول!) يستمرون لأكثر من عشر ثواني مع أن هذه المدة ليست كافية أيضاً.
هل نرفع أصابعنا إلى الأعلى أثناء الغسل.
يبدو أن الأمور ضبابية بعض الشيء. إذا ما هي الطريقة الصحيحة؟
إغسلي يديك بالماء الجاري النظيف ولا تهم درجة حرارته فالماء الدافىء أو حتى الساخن لا يزيد من كفاءة عملية غسل الأيدي. كما أن الماء الساخن قد يسبب تهيج الجلد والضرر مع استعمال المواد الكيماوية الموجودة في الصابون ومستحضرات التنظيف خاصة مع غسل الأيادي المتكرر.
إستعملي الصابون لتكوين رغوة محترمة ويفضل استعمال الصابون السائل لأن البكتيريا قد تتواجد فوق قطع الصابون المتروكة على جانب المغسلة!
أزيلي الصابون بالماء وحاولي أن تبقي أطراف أصابعك نحو الأعلى أي في مستوى أكثر ارتفاعاً من رسغيك كي تنزلق الأوساخ والبكتيريا من أطراف الأصابع حتى الرسغ لتبقى الأصابع هي الأنظف.
أفركي يديك لمدة عشرين ثانية…عدي من واحد إلى عشرين. إذا كان رد فعلك: “لأ، هادا تعجيز” إعلمي أن الجراحين يقضون خمس دقائق – أي واللهِ. أفركي باطن اليدين وجميع الأصابع كاملة من الداخل والخارج والجوانب ولا تنسي ظهر اليدين.
نشفي يديك بالبشكير النظيف… حتى ولو كانت تنورتك أقرب.
لماذا الإهتمام بغسل اليدين؟
الجواب أصبح واضحاً منذ قرنين عندما اكتشف لوي باستير وجود البكتيريا في القرن التاسع عشر مع أن طبيباً قبله إسمه إجناز سيميلوايز انتبه إلى أن وفاة المرضى تحت إشراف الممرضات (الجنس الأنظف إللي بيغسل إيديه) كانت ثلاث مرات أقل من وفيات المرضى تحت إشراف الأطباء الذين لم يغسلوا أيديهم أبداً – هادا الكلام كان قبل 150 سنة مش هالأيام.
وهالأيام … العلم يخبرنا أن 80% من جميع الأمراض الجرثومية تنتقل عبر الملامسة، وأن أهم ما يمكن القيام به كي تحمي نفسك من الإصابة بالإنفلونزا (غير الحصول على اللقاح المناسب) هو غسل الأيدي.
هذه الأمور مهمة لدرجة ان مؤتمراً عقد مؤخراً في عمّان للحديث حول سبل الحد من العدوى التي تنتقل بين المرضى في المستشفيات وقدرة البكتيريا التي اكتسبتها لمقاومة المضادات الحيوية ومن اهم التوصيات كان غسل اليدين بالطريقة الصحيحة.
متى يجب غسل اليدين؟ قبل أم بعد؟
قبل تناول الطعام – كما تعلم كل بنت شاطرة.
قبل تحضير الطعام وبعد الإنتهاء من العمل – كما تعلم كل أم شاطرة.
قبل وبعد التعامل مع أي مريض أو مجروح.
بعد استعمال التواليت.
قبل المجامعة الزوجية.
بعد تغيير حفاظات البيبي أو تنظيف أخوه الأكبر شوية بعد أن يكون قد استعمل التواليت.
بعد مسح الأنف أو السعال أو العطس.
بعد لمس الحيوانات.
بعد لمس النفايات (الزبالة).
محلول الكحول
على الأغلب أنك جربت المحاليل الكحولية لفرك الأيدي فهي متواجدة في السوبرماركت والصيدلية وهي فعالة ضد كثير من الجراثيم ولكنها غير كافية ضد أبواغ البكتيريا (bacterial spores) وبويضات الطفيليات وبعض أنواع الفايروسات غير المغلفة. ومن شروط استعمالها أن تكون الأيدي نظيفة من الأوساخ فهي قد تقضي على البكتيريا ولكنها لا تتخلص من القاذورات.
