هل من الطبيعي أن يظهر شعر الجسم عند المرأة؟ كيف نعرّف زيادة شعر الجسم؟ كيف نعالجه؟ هنا ستجدي الإجابات ولكن قبل أن نبدأ إليك أنتِ هذا السؤال: هل سمعت بفريدا كالو Frida Kahlo؟

لا تشعري بالحرج إن كان الجواب لا، فهي رسامة مكسيكية بدأت شهرتها باكتساح معارض وجالارِيات الفن منذ التسعينات فقط. وزادت هوليوود في شهرتها عندما بدأت مادونا في جمع لوحاتها وعندما جسدت حياتها سلمى حايك في السينما وقد دفع كل هذا بأسعار لوحاتها إلى الأعلى حتى وصلت العشرة ملايين دولار- حتى جويل على MBC استوحت إحدى فقراتها من فريدا. والآن صارت قيمة أعمالها بالدولارات تزاحم رموز كبيرة مثل بيكاسو، بالرغم من الرأي الذي يعزو شهرتها وجاذبيتها لسبب قصتها ومعاناتها في حياتها أكثر من كونه بسبب القيمة الفنية لأعمالها. أقول جاذبيتها قاصدة الجاذبية المعنوية، فصورة وجهها صادمة أكثر من كونها ساحرة! هذا على الأقل ما جال في مخيلتي عندما باغتتني لوحة رسمتها فريدا كالو لنفسها بينما كنت في جولة في دهاليز متحف الفن الحديث المعروف أكثر بالموما MoMA في نيويورك في الصيف الماضي. طبعا أكثر ما لفت نظري هو ذلك الحاجب الواثق الذي يكتسح وجهها من شرقه إلى غربه، وذلك الشارب الذي يتربع بشجاعة على شفتها العليا. لم أتردد كثيراً وأخرجت كاميرتي والتقطت لها الصورة التي ترينها هنا على هذه الصفحة فهي خير ما أزين به هذا المقال عن الشعر الزائد عند المرأة!

هل عندك أنتِ شعر زائد؟

إن تعريف كمية الشعر الطبيعي على الجسم عملية نسبية تسمح باختلاف الرأي. فمثلاً قد يكون نمو شعر الجسم مقبولاً لإمرأة عربية أو من جنوب أوروبا أو المكسيك بينما قد تعتبره زائداً إمرأة أخرى من الصين أو من الهنود الحمر. لذلك قد تجدي فائدة في المقارنة بين حالتك وحالة بقية النساء في عائلتك، فإذا وجدت أن ظهور شعر الجسم أمر شائع عند قريباتك يمكنك الإستنتاج بأن حالتك طبيعية.

أما عند النظر إلى التعريف العام لزيادة الشعر فهو الحالة التي يظهر فيها شعر أخشن وأغمق على أماكن الجسم التي لا ينمو عادة الشعر فيها عند النساء، أو حيث ينمو فيها الشعرعادة ولكن بشكل خفيف ناعم أو فاتح اللون، مثل الشفة العليا والذقن والصدر والبطن والظهر.

ما أسباب ظهور الشعر الزائد؟

إن عدم وجود سبب معين لظهور الشعر على الجسم أمر شائع جداً ولكن من المهم أن تستشير المرأة التي تلاحظ زيادة الشعر طبيبتها. أما عندما يتضح سبب ما فتتصدر متلازمة تكيس المبايض القائمة polycystic ovary syndrome. وهناك عامل مشترك في جميع الحالات وهو زيادة إنتاج الهورمونات الذكرية (الأتدروجينات) أو زيادة نشاطها.

أما باقي أسباب زيادة الشعر فهي ليست شائعة ولكن ممكنة مثل أورام واضطرابات الغدة الكظرية adrenal gland وأورام المبيض وتناول الأدوية التي تحتوي على هورمونات ذكرية مثل تلك التي تستعمل لبناء العضلات عند الرياضيات أو تلك التي توصف لزيادة الرغبة الجنسية عند النساء.

كيف يمكن علاج مشكلة الشعر الزائد؟

قبل أن ندخل في استعراض وسائل العلاج هناك مقدمة يجب أن تنال الإهتمام، فبما أن النظرة إلى شعر الجسم تختلف من إمرأة وأخرى ومن بلد إلى آخر فقد لا تكترث إمرأة للزيادة بينما تتأثر إمرأة أخرى نفسياً بشكل واضح. ولذلك علي أن أشجع أي إمرأة بأن لا تتردد في استشارة طبيبتها إذا سببت زيادة الشعر إزعاجاً لها. كما أن من المهم حتى بعد زيارة الطبيبة وبدء العلاج تبني نظرة واقعية من حيث نتائج العلاج المتوقعة. فالمشكلة مزمنة ولا يوجد حل نهائي يقضي على الشعر من دون رجعة، فالجسم في مثل هذه الحالات يتعرض إلى مستويات مرتفعة من الهورمونات الذكرية التي تعود في العادة إلى الإرتفاع بعد التوقف عن تناول الأدوية، ولذلك يعود الشعر الزائد الى الظهور بعد مدة. ومن ناحية أخرى فإن التحسن في الحالة لا يظهر فجأة بل يحتاج الجسم إلى ستة أشهر على الأقل قبل أن تظهر ملامح تباطؤ نمو الشعر، والسبب هو أن عمر الشعر طويل يمتد إلى ستة أشهر.

قبل أن ترفعي الراية البيضاء تذكري بأن هناك وسائل متعددة للإلتفاف حول هذه الشكلية من طرق إزالة الشعر الميكانيكية والكيماوية المختلفة مثل الشمع والحلاوة وكريمات الإزالة أو كريمات التفتيح ريثما تضعف البصيلة نفسها. وقد تحتاج المرأة إلى الإستمرار في استعمال هذه الوسائل حتى بعد أن تضعف البصيلة لأن الإستمرار في تناول الدواء شرط لبقاء البصيلة ضعيفة وتخفيف كمية شعر الجسم وهو أمر قد يشكل عبئاً مادياً على ميزانية البعض مما يدفعهن إلى التوقف والعودة إلى الإعتماد على الوسائل الميكانيكية والكيماوية. وهناك من تبدأ بتقبل الشعر الزائد مع المدة وتحسن التعايش معه. وفي كل الأحوال يجب التوقف عن تناول الدواء عند بدء التفكير بالحمل وطبعاً أثناء شهور الحمل.

إن من المفيد تخفيض الوزن إذا عانت إمرأة من زيادة الشعر لأن ذلك يخفض من مستوى الهورمونات الذكرية فيساعد على التخلص من بعض كثافة الشعر، كما أنه قادر على تنظيم الدورة لمن تعاني من عدم انتظام نزول الطمث.

ما هي طرق إزالة الشعر وتفتيحه؟

إن الوسائل التقليدية لإزالة الشعر من كريمات أو استعمال الشمع أو السكر (العقيدة أو الحلاوة) هي طرق معروفة لأغلب النساء، وهناك أيضاً البيروكسايد الذي يفتح لون الشعر فتصعب ملاحظته. وعليك أن تتذكري أن تفحصي البيروكسايد أو أي كريم مزيل للشعر على بقعة صغيرة من الجلد أولاً لتطمئني إلى أنك لا تعاني من حساسية لأي من هذه المواد.

أما الحلاقة فهي وسيلة أخرى فعالة للتخلص من منظر الشعر غير المرغوب ولكن يجب استعمالها بشكل يومي ولا داعي للقلق من ان تصبح الشعرات أكثر خشونة بعد الحلاقة فهذه خرافة غير صحيحة.

أما استعمال التيار الكهربائي الضعيف أو إلكتروليسس electrolysis فهو أيضاً فعال وآمن لإزالة الشعر عن مناطق صغيرة المساحة في الجلسة الواحدة، إذ تتطلب هذه المعالجة غرز إبر متناهية في الصغر في بصيلات الشعر وكهربتها لإضعاف البصيلات. وقد يكون في هذه الطريقة بعض الألم بالإضافة إلى الكلفة المادية.

مؤخراً برز نجم جديد في مجال علاج الشعر الزائد وهو الليزر فهو فعال وسريع وأقل إيلاماً من الإلكتروليسس ولكنه مكلف. ومن ميزاته أنه قد ينجح في تخفيف نمو الشعر بشكل دائم خاصة عند النساء ذوات البشرة البيضاء. ومن المرجح أن تحتاج أغلب النساء إلى 4 إلى 6 جلسات وتكون الفترة بين جلستين متتالييتين من 4 إلى 6 أسابيع. ثم قد تحتاج بعد ذلك إلى جلسة واحدة كل 6 إلى 12 شهر وذلك لإزالة الشعرات الناعمة الصغيرة التي قد تظهر مرة ثانية مع الزمن.

ربما قد سمعت بكريم فانيكا Vaniqa واسمه العلمي إفلورنيثين efluornithine القادر على تبطيء نمو شعر الوجه ولكنه لا يزيله بشكل نهائي. وتظهر نتائج استعمال فانيكا بعد 8 أسابيع من البدء باستعماله، ولكن تعود الشعرات إلى الظهور بالشكل السابق بعد 8 أسابيع من التوقف عن استعماله.

العلاج بالأدوية عن طريق الفم

ذكرت أن هناك أدوية تخفف من نمو وتواجد الشعر على الجسم لأنها تمنع ظهور شعر جديد على الجسم وتقلل من خشونة وسرعة نمو الشعر الموجود. ولا تظهر نتائج تناول هذه الأدوية قبل مرور 6 أشهر على الأقل. هذا وتتفاوت استجابة النساء لهذ الأدوية وتختلف درجة فعاليتها بين إمرأة وأخرى.

حبوب منع الحمل

هي الخط الأول الذي نلجأ إليه لعلاج الشعر الزائد إذ تخفض حبوب منع الحمل من مستوى الهورمونات الذكرية في الجسم مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في كثافة الشعر عند 60 إلى مائة بالمائة من النساء اللواتي يستعملنه. ومن فوائد حبوب منع الحمل الأخرى أنها تنظم نزول الطمث أو الدورة الشهرية.

أنواع أخرى من الأقراص

هناك أدوية أخرى متعددة لتخفيض مستويات الهورمونات الذكرية ومن أكثرها شيوعاً سايبروتيرون cyproterone وفيناستيرايد finasteride وسبايرونولاكتون spironolactone. وتمنع هذه الأدوية الهورمونات الذكرية من التأثير على بصيلات الشعر أو قد تخفض من الكميات المنتجة منها. ومن المهم استعمال وسيلة فعالة لمنع الحمل أثناء تناول هذه الأدوية لأنها قد تسبب ظهور تشوهات خلقية لدى الأجنة إذا حملت المرأة أثناء استعمالها. ومن أشهر الأدوية المتناولة لهذه الغاية في الأردن دايين Diane الذي يحتوي على سايبروتيرون مع إستروجن. وميزة دايين أنه مانع للحمل ولذلك لا داعي للقلق حول موضوع الحمل أثناء استعماله.

جديد! جديد! عندنا أخبار مثيرة

إن الكتاب المسموع مشوارك مع الحمل المؤلف من ثلاثة سي دي قد أصبح الآن متوفر على موقع أمازون دوت كوم. إنه نفس الكتاب المسموع الذي أحببتوه مع عنوان إضافي باللغة الإنجليزية، طلبته أمازون لأسباب تقنية، وهو Your Journey Through Pregnancy. زوري صفحتنا على أمازون دوت كوم الآن واحصلي على نسختك من مشوارك مع الحمل.