لكل مخلوق مكان يلائمه ويحميه حتى يكبر ويقوى عوده. وكما أن فنجان الشاي ليس بالمكان الطبيعي لجرو صغير كذلك أنبوبة رفيعة ليست المكان الأمثل لجنين بشري صغير. والحمل الهاجر هو الحال عندما لا يبدأ الحمل في المكان الصحيح.

ما هو الحمل الهاجر؟

في الأحوال الطبيعية يتم إخصاب البويضة في أحد أنبوبي فالوب الواصلين ما بين المبيضيين والرحم. ولكن لا تنغرس البويضة المخصبة في الأنبوب، بل تكمل تدحرجها لتصل إلى داخل الرحم وتنغرس في بطانته. أما في الحمل الهاجر فتنغرس البويضة المخصبة في مكان خارج الرحم مثل أنبوب فالوب في أغلب الحالات، أو في تجويف البطن أو في المبيض نفسه، أو أحياناً في عنق الرحم. ولا يمكن للحمل الهاجر أن ينجح ويستمر، بل أنه يدمر الأنسجة المحيطة به وقد يسبب نزيفاً داخلياً للأم إذا لم يعالج. ولذلك فإن العلاج المبكر مهم لإنقاذ حياة الأم الحامل، كما أنه يحافظ على خصوبتها للمستقبل.

هل الحمل الهاجر أمر شائع؟

يحدث الحمل الهاجر عند 4 نساء بين كل 1000 حامل.

ما أسباب الحمل الهاجر؟

في اكثر من 98% من حالات الحمل الهاجر يستقر الحمل في أنبوب فالوب ويكون السبب هو بطء حركة وصعوبة مرور البويضة المخصبة في الأنبوب بسبب التهابه أو تغير شكله مما يساعد على انغراس البويضه فيه قبل أن تصل إلى داخل تجويف الرحم. والحمل الهاجر اكثر شيوعاً مع تقنيات المساعدة على الإنجاب (أطفال الأنابيب). كما يساعد خلل الهورمونات أو خلل البويضة نفسها على حدوث الحمل الهاجر.

ما هي أعراض الحمل الهاجر؟

قد لا تظهر أية أعراض في بادىء الأمر أو قد تشعر المرأة بأعراض الحمل الإعتيادية من غثيان أو إزعاج في منطقة الثديين. ولكن تلاحظ المرأة لاحقاً نزول كمية قليلة من الدم، وقد تشعر بالألم في الكتف أو ضغط على الشرج أو الشعور بالرغبة المستمرة بالتبرز، والسبب هو نزف الدم من المكان الذي انغرست فيه البويضة وتجمعه في منطقة الحوض وإثارته لبعض الأعصاب.
أما إذا مزق الحمل الهاجر أنبوب فالوب فتنزف كمية أكبر من الدم في داخل البطن وتشعر المرأة بالدوار وقد تفقد الوعي. ويصاحب هذا السيناريو ألم في البطن أو الحوض وقد يكون شديداً. ولذلك على المرأة التي تشعر بأحد هذه الأعراض مراجعة المستشفى والأطباء بدون أي تأخير.

ما هي الامور التي تزيد من فرصة حدوث الحمل الهاجر؟

هناك ستة عوامل مرتبطة بزيادة في حدوث الحمل الهاجر وهي:
– الإصابة سابقاً بحمل هاجر.
– الإصابة السابقة بالتهاب الأنابيب أو الرحم أو المبايض. ومن أكثر مسببات الإلتهابات شيوعاً بكتيريا كلاميديا والسيلان gonorrhea.
– تاخر الحمل نتيجة مشاكل في الخصوبة وبعض الأدوية التي تستعمل في زيادة الخصوبة.
– اختلاف شكل أنابيب فالوب عن المألوف نتيجة مرض أو جراحة سابقة.
– وجود اللولب، مع أن من المهم التذكير بأن الحمل مع وجود اللولب أمر نادر، إلا أنه إذا حدث فهو معرض أكثر لأن يكون خارج الرحم. كما نلاحظ نفس الأمر عندما يحدث الحمل بعد ربط الأنابيب الذي هو أمر نادر أيضاً.
– التدخين، ويزيد من فرصة الحمل الهاجر بشكل مضطرد حسب درجة التدخين.

ما هي مضاعفات الحمل الهاجر؟

إن الخطر الأساسي من الحمل الهاجر هو انفجار الأنبوب الموجود فيه الحمل والذي قد يؤدي إلى نزيف داخلي شديد قد يهدد الحياة.

كيف أحضر لزيارة الأطباء؟

اصطحبي زوجك أو أحد أهلك أو اصدقائك لمساعدتك على تذكر جميع المعلومات أثناء زيارتك. ولا تترددي في الإستفسار عما يحيرك أو لا تستوعبيه. حضري اسئلتك مسبقاً وحضري الإجابات على الأسئلة التالية والتي من المرجح أن يسألها الأطباء أثناء زيارتك.
0 متى كانت آخر دورة شهرية؟ وهل كانت مختلفة في أي شكل عن طبيعتها؟
0 هل هناك أي احتمال لكونك حامل؟
0 هل تشعرين بالألم؟
0 هل لاحظت نزول الدم؟ وما كميته؟
0 هل تشعرين بالدوار؟
0 هل حملت سابقاً؟ وكيف انتهى حملك؟
0 هل خضعت في السابق لعمليات جراحية في الحوض والجهاز التناسلي؟
0 هل أصبت بأمراض متناقلة جنسياً؟
0 هل خضعت للعلاج بتقنيات المساعدة على الإنجاب مثل أطفال الأنابيب؟
0 ما هي وسيلة منع الحمل التي تستعمليها؟
0 هل تنوي الحمل مستقبلاً؟
0 هل لديك أي أمراض أخرى؟
0 هل تتناولي أية أدوية؟ وما اسماؤها؟

ما هي الفحوصات المطلوبة لتشخيص الحمل الهاجر؟

على الأغلب أن تقوم طبيبتك بإجراء الفحص الداخلي، ولكن من غير المرجح أن يكون كافياً لتشخيص الحالة، ولذلك ستلجأ إلى فحوصات الدم والتصوير بالأمواج فوق الصوتية ولأكثر من مرة واحدة احياناً. ففي المراحل المبكرة من الحمل لا يظهر الحمل بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية. وعندما يكون هناك شك حول التشخيص قد تضطر الطبيبة إلى متابعة حالتك بواسطة فحوصات متتابعة للدم أو بالأمواج فوق الصوتية، حتى يتم التأكد من التشخيص ويحدث هذاعادة عند مرور 4 أو 5 اسابيع بعد الإخصاب. أما في الحالات الطارئة، مثلاً مع وجود نزيف شديد، فقد يتم اللجوء إلى الجراحة للتشخيص والعلاج.

ما هو علاج الحمل الهاجر؟

إن الحمل الهاجر غير قابل للنمو بشكل طبيعي خارج الرحم. ولمنع مضاعفاته التي قد تهدد حياة الأم لا بد من إزالته.

حقنة ميثوتريكسيت methotrexate

عندما يتم تشخيص الحمل الهاجر مبكراً يمكن علاجه بحقنة من دواء ميثوتريكسيت methotrexate، الذي يوقف نمو الخلايا ويذيبها. وبعد الحقن يتابع الأطباء مستوى هورمون الحمل في الدم، وإذا استمر عالياً فقد تحتاج المرأة إلى حقنة إضافية من نفس الدواء.

تنظير البطن

في حالات أخرى يعالج الحمل الهاجر بالجراحة عبر منظار البطن، حيث يدخل الأطباء أنبوباً رفيعاً ينتهي بكاميرا عبر فتحة صغيرة في السرة أو بقربها. وقد يحتاج الأطباء إلى فتحات صغيرة إضافية لتمرير الأدوات الجراحية التي تستعمل لقص وإزالة الحمل الهاجر وإصلاح الأنبوب.أما إذا كان الأذى الناتج عن الحمل الهاجر كبيراً فقد يحتاج الأمر إلى إزالة الأنبوب بأكمله.

عملية فتح البطن

في حالات النزيف الداخلي الشديد أو إذا انفجر الأنبوب فقد يتم اللجوء إلى عملية فتح البطن بسرعة لإزالة الأنبوب بأكمله إذا كان قد انفجر.

وتستمر متابعة حالة المرأة بعد العملية بإجراء فحص لمستوى هورمون الحمل في الدم للتأكد من أن جميع أنسجة الحمل الهاجر قد أزيلت بشكل كامل. أما إذا لم ينخفض مستوى هورمون الحمل بعد العملية بشكل سريع فقد تحتاج المرأة إلى حقنة ميثوتريكسيت.

كيف أحمي نفسي من حدوث الحمل الهاجر؟

في الواقع إن الوقاية من حدوث الحمل الهاجر بشكل كامل أمر غير ممكن، ولكن هناك ما يمكنك القيام به للتقليل من فرص حدوثه مثل:
 استعمال الغمد الذكري عند المجامعة للتقليل من فرصة الإصابة بالأمراض المتناقلة جنسياً والتهابات الحوض والجهاز التناسلي.

 التوقف عن التدخين قبل البدء بالمحاولة من أجل الحمل.

ما هي فرص الحمل القادم؟

تحمل أغلب النساء بشكل طبيعي بعد الإصابة بالحمل الهاجر، حتى لو تمت إزالة أحد الأنبوبين بشكل كامل، إذ يمكن للبويضة ان تخصب في الأنبوب الآخر ثم تكمل طريقها إلى داخل الرحم. أما إذا كان كلا الأنبوبين قد أزيلا أو أعطبا فقد تستفيد المرأة من اللجوء إلى تقنيات المساعدة على الإخصاب حيث يتم تلقيح البويضة خارج الجسم في المختبر ثم تعاد إلى داخل الرحم.

ومن المهم مراجعة الأطباء عند اتخاذ القرار بالحمل وذلك للإستفادة من فحص الدم والتصوير بالأمواج فوق الصوتية مبكراً للتأكد من أن الحمل التالي طبيعي أو للتشخيص المبكر إذا تكرر حدوث الحمل الهاجر.