أصول استعمال الجوال

في استعمال الهاتف الخلوي

أصول استعمال الهاتف المحمول أو الموبايل

لإستعمال الهاتف المحمول زمان ومكان

إن لباقة التصرف وذكاءك من أهم الصفات التي ستساعدك على النجاح والوصول إلى غايتك في الحياة. وحسن التصرف هو وصف آخر للأخلاق وتدعو إليه الأديان، فإنما الدين المعاملة كما يقول الحديث الشريف. كيف نتقنه؟ مع التربية في البيت والمدرسة طبعاً، ومع الإطلاع والتجربة. ولأن “مشوارك مع صحتك” يطمح لأن يكون باباً للمعرفة ودليلاً للصحة والثقة والتفاؤل سنلج عبره إلى كل طريق من شأنه أن يزيد ثقة أي امرأة بنفسها، وان يحمل عابرته نحو حياة أفضل لها ولمن تتعامل معه من البشر. وفي أول مقال من سلسلة لباقة لبيبة – دليل اللباقة لكل لبيبة، سنتحدث عن أخلاق وآداب استعمال الهاتف الخلوي (يعني المحمول أو الموبايل او السلفون او الجوال).

إن عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الأردن فاق ستة ملايين و250 ألف مشتركة ومشترك أي ما يفوق تعداد السكان! وهذه أرقام رسمية صادرة عن هيئة تنظيم الاتصالات. إن الهاتف الخلوي وسيلة حديثة نسبياً للإتصال كما أنها مختلفة عن كل سابقاتها لأنها قابلة للإستعمال في كل وقت في الأماكن الخاصة والعامة وحيث يتواجد الناس بأعداد كبيرة وعلى مسافة قريبة جداً في الأماكن الضيقة. لذلك اصبح من الضروري أن يتفق الناس على بعض الأصول والقواعد حتى لا يدفع الإنسان ضريبة التقدم التكنولوجي من حساب الراحة والهدوء والخصوصية وحسن معاملة الغير واحترامهم الذي هو صفة المجتمعات المتحضرة.

من المتفق عليه أن المطلوب أن نرد على التلفون الخلوي عندما يرن ولكن… فقط إذا كان المكان والزمان مناسبين، وإلا فلا ضرر من الإنتظار ثم الرد لاحقاً. أنظري حولك عندما يبدأ تلفونك بالرنين فإذا كان محيطك هادئاً ردي، وإلا فيمكنك إسكات الرنين بينما تنتقلين إلى زاوية هادئة ومن ثم الرد إذا لم يغلق المتصل الخط أو الاتصال به ثانية إذا أغلق الخط. ومن الخيارات الأخرى ترك المكالمة لتتحول إلى البريد الصوتي والإستماع إليها إلا إذا كنت في قاعة محاضرات أو مسرح، فإذا تبين عبر البريد الصوتي أن المكالمة ضرورية انتقلي إلى زاوية هادئة ثم اتصلي بنفسك بمن ترك البريد الصوتي. وأما الخيار الثالث فهو الرد على المكالمة بصوت منخفض إلا إذا كنت في قاعة محاضرات أو مسرح، ثم اطلبي من محدثك أن يبقى على الخط دقيقة بينما تنسحبي إلى مكان هادىء للحديث بحرية.

أثناء التسوق: من المهم معاملة الناس باحترام بغض النظر عمن يكونوا فمثلا عندما تقفين في الصف بانتظار دورك لتصلي الكاشير، من اللباقة عدم الرد وتأخير إعادة الإتصال بضع دقائق ريثما يأتي دورك وتدفعي الحساب لأنه على الأغلب أن حديثك على الهاتف سيشتت تركيز الكاشير ويؤخره ويؤخر الناس الآخرين الذين قضت الظروف أن يشاركوك نفس الخط. كما أنه من غير المستحب إجبار الناس على الاستماع إلى تفاصيل محادثات كل من حولهم. وجراً على ذلك فإنه بالتأكيد ليس من الكياسة الحديث على الهاتف في مكان ضيق مثل المصعد كما أنه غير ضروري، فالرد ممكن بعد وصول المصعد وخروجك منه فهذا لن يستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين.

أثناء الإجتماعات ومقابلات العمل: ما رأيك في هذا السيناريو- عيادة طبيب…وسيدة دخلت للتو إلى مكتبه عندما بدأ هاتفها بالرنين (وكانت والدتها أمد الله في عمرها على الخط). ماذا فعلت؟ بدأت تفتش بيديها على الهاتف في أعماق حقيبتها، تاركة الطبيب المندهش ينتظر أن تلتفت إليه بينما ردت على الوالدة وأخبرتها أنها ستأتي مع سلطان لتناول الغداء عندها!!

ماذا قلت؟ هل قلت “مش معقول؟”

نعم. ولكن للأسف هذا ما يحدث. أما الممرضة والمراجعات الأخريات بالخارج، فعليهن أيضاً الإنتظار ريثما تنتهي صاحبتنا من مكالمتها الشخصية وتسمح للطبيب بالحديث معها. الم يكن من الأجمل مراعاة الآخرين التي لا تسمح ظروفهم بأن يهدر وقتهم ولا يقل  حقهم في الراحة والإهتمام عن أم سلطان!

لكل ما سبق فإنه من الضروري أن تغلقي هاتفك الخلوي أو أن تجعليه صامتاً ولا تردي في الحالات والأماكن التالية:

في مكتب الطبيب أو أي مقابلة رسمية.

على طاولة الطعام مع الآخرين.

في المسرح والسينما.

في قاعة المحاضرات.

في المطعم: أغلقي الهاتف أو اجعليه صامتاً. أما إذا كنت بانتظار مكالمة لسبب طارىء لا يحتمل الإنتظار أو لتنظيم تفاصيل الأمسية أعلمي ضيوفك أو من يرافقوك مسبقاً واستأذني للرد مع تفسير الأسباب. تحدثي باختصار وبصوت هادىء أو استأذني واتركي الطاولة إذا كانت المكالمة ستستغرق أكثر من بضعة جمل ثم أغلقي هاتفك بعد انتهاء المحادثة. فالناس تقصد المطعم لقضاء وقت ممتع مميز ولا يخدم هذا الغرض رنين التلفونات على كل طاولة والمكالمات الهاتفية الصاخبة من كل جهة.

في الشارع: لا يوجد مشكلة في الرد هنا ولكن تكلمي بصوت منخفض وانتبهي إلى ما حولك أثناء المشي مع الحديث لتحافظي على سلامتك وسلامة من حولك. أما إذا كنت برفقة أحد فاستأذني أولاً واختصري المكالمة قدر الإمكان ولا حرج من إعلام المتصل بأنك برفقة ناس وأنك لذلك لن تتمكني من البقاء طويلاً على الهاتف.

أصول استعمال الجوال

في المتاجر: استعملي الحكمة لتقرري إن كنت ستجيبي المتصل وتحدثي بصوت منخفض ولا تطيلي أو تعطلي الناس من حولك في أي موقف.

في وسائط النقل العام: استعملي الحكمة وتحدثي بصوت منخفض إذا وجدت مقعداً منعزلاً وإلا فمن الأفضل الرد لاحقا على المكالمة عندما تتمكني من الحصول على بعض الخصوصية.

وأخيراً لا بد أن نتذكر أنه من الخطر الرد على الهاتف الخلوي أثناء قيادة السيارة فقد أصبح سبباً في عدد كبير ومتزايد من الوفيات بسبب حوادث السيارات. ولذلك يجب علينا جميعاً أن نتعاون لحماية أرواح الناس ومنهم أحباءنا وأولادنا بالإمتناع عن استعمال الهاتف الخلوي  بشكل قطعي أثناء القيادة، كما أن علينا تربية أبناءنا وبناتنا وإرشادهم حول خطورة استعمال الهاتف أثناء القيادة.

ما رأيِك؟ هل لديك تعليق؟

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.