أرشيف الوسم: التعاطف

التعاطف سبيل إنقاذ العالم. ليكن قلبكِ الطيب محركاً للعون

التعاطف سبيل إنقاذ العالم .

سرقة وصدمة مزدوجة

قبل أسابيع تداولت وسائط التواصل الإجتماعي تسجيل لسيدة من عمان تعرضت لمحاولة السرقة بينما هي جالسة في سيارتها أمام الصراف الآلي المخصص للسيارات drive thru ATM. حاول اللص نتش المبلغ الذي استلمته للتو فتمسكت هي بالنقود فسحبها اللص وشدها حتى صار نصف جسمها خارج نافذة السيارة. قاومته بيدها الثانية فهرب بعد أن سحب ورقة نقدية لا غير.

سمعنا نحن بما حدث فتسارعت نبضات قلوبنا جزعاً وتعاطفاً عندما تخيلنا المشهد، فماذا كان رد فعل سيدة أخرى كانت تجلس في السيارة الواقفة وراء سيارة من تعرضت للهجوم وشاهدت ما حصل على بعد بضعة امتار امامها؟


زمّرت ببوق سيارتها تستعجل السيدة أمامها والتي كانت كما هو متوقع في حالة صدمة بعد ما حدث لها، ولم تتمكن من تحريك سيارتها بسرعة. سألت هذه السيدة سائقة السيارة التي استعجلتها ان كانت قد رأت ما حدث لها للتو فكان الجواب بالإيجاب ولكنها تريد منها ان تحرك سيارتها وتوسع الطريق لها كي تصرف النقود من الصراف الآلي وهي في عجلة من أمرها.
التعاطف

أمر مقلق

هناك أمر صادم مقلق يحدث في المجتمع وعلينا ان نتوقف عنده ونسأل ماذا يحدث هنا؟ هل رد فعل السيدة المستعجلة متوقع وطبيعي ؟ ولماذا لم يتملكها الشعور الإنساني بالتعاطف والجزع لما حدث والهبّة لمساعدة امرأة مثلها ولو بكلمة .

أُجريت دراسة على كروموسومات سكان ضاحية ميسورة تقع بجوار ضاحية فقيرة تعاني من ضغط الحياة نتيجة الفجوة الإقتصادية التي تسود العالم حالياً مع غياب العدالة في توزيع الثروة. وجد العلماء ان كروموسومات السكان في الضاحية الميسورة أقصر من الطبيعي المتوقع لفئة مشابهة في صفاتها لا ترزح تحت ثقل الفقر . وعادةً تقصر نهايات الكروموسومات المسماة تيلوميرات تحت تأثير الضغط النفسي المزمن بالاضافة الى التقدم في السن.

اذاً نحن كلنا معنيين بما يحدث للآخرين من حولنا في مجتمعنا وفي العالم.. ما يحدث شأننا جميعاً فالعالم ليس لي أو لكِ أو لهم. إنه لنا معاً. وما يحدث حولنا يؤثر علينا جسدياً في أدق تفاصيل أجسامنا ليصل الى الكروموسومات كما يؤثر علينا معنوياً.


التعاطف بداية لكل أفعال الخير

يجمع الكثيرون على فداحة ما يحصل للعالم حالياً من مظاهر الظلم والقسوة والعنف والفقر. هناك نار تستعر من تحته ولذلك فهذا هو الوقت الذي يجب أن نضع فيه قلوبنا الخيّرة في راحات أيدينا ونسأل كيف لنا أن نساعد بعضنا. ولتأتي ولادة كل فعل نقدمه من مكان مضيء في القلب ينيره التعاطف وحسن النية.

إن مجتمعنا في أمس الحاجة في هذا الزمن لكل فعل تظهر فيه إنسايتنا في الخير والجمال. وليس للخير ميزان فلكل كلمة ولكل فعل مهما صغر أثر أكبر من تصورنا. إن ابتسامة صادقة وسؤال عن الحال من القلب أو نكتة حلوة أعمال خير. صورة جميلة او موسيقى نسمعها أعمال خير قدمها أصحابها لتسعدنا.

فلنسأل دائماً في كل فرصة كيف لنا أن نساعد وسيأتينا الجواب على قدر اهتمامنا واستطاعتنا. وليكن التعاطف من أولويات الصفات التي نعمل على زرعها في بناتنا وأبنائنا فنعطيها أهميتها في أحاديثنا معهم ولنكن مثلاً يرونه في تعليقاتنا وتصرفاتنا فيحتذوا به بشكل تلقائي. .