ان ألياف الرحم حالة شائعة بين النساء في بعض مراحل حياتهن، اذ انها تظهر عند نصفهن، وهي ليست خطيرة. وهنا ساعرض عليك ما قد يساعدك في فهم الالياف وطرق التعامل معها.

ما هي ألياف الرحم؟

ان ألياف الرحم كتل غير سرطانية. انها اورام حميدة تنمو من عضلة الرحم باتجاه داخل تجويف الرحم او باتجاه سطح الرحم الخارجي. وقد تنمو الالياف على شكل كتلة متدلية ولها عنق متصل بالرحم، مثل حبة تفاح تتدلى من شجرة. هذا وقد يحتوي الرحم على واحد او اكثر من الالياف uterine fibroids، التي تتفاوت احجامها. ومن الممكن ان نجد بعض الالياف صغيرة الحجم في حالة من السكون فلا يتغير حجمها لعدة سنوات، ثم تكبر بسرعة او تبقى كما هي. كما ان اليافاً اخرى تنمو ببطء من بداية تكوينها، واحيانا تنكمش الالياف وتصغر، خاصة بعد الاياس.

ما هي العوامل التي تزيد من احتمال ظهور الالياف؟

العمر- فالالياف اكثر شيوعاً بين الثلاثين والاربعين من العمر.

العرق. فالمرأة الإفريقية معرضة اكثر لظهور ألياف الرحم التي تنمو في سن أصغر عندهن، وبسرعة أكبر.

تاريخ العائلة. فاحتمالات ظهور ألياف الرحم عند امرأة أعلى إذا كانت قد ظهرت عند الوالدة أو إحدى الأخوات.

عوامل أخرى. البلوغ في سن مبكر والنظام الغذائي عوامل مساعدة.  فالطعام المحتوي عل كمية عالية من اللحوم الحمراء وكمية قليلة من الخضار والفواكه والكحول كلها تزيد من احتمال ظهور الألياف.

هل يمكن الوقاية من ظهور الألياف في الرحم؟

يبدو أن الوقاية من ظهور ألياف الرحم أمر غير ممكن حتى الآن. ولكن من حسن الحظ ان نسبة قليلة فقط من هذه الالياف تستوجب العلاج.

ما هي أعراض ألياف الرحم؟

قد لا تصاحب ألياف الرحم أية أعراض فتكتشف بالصدفة لدى اجراء الفحص الداخلي السنوي في عيادة طبيبة الأمراض النسائية. و قد تظهر بالصدفة على شاشة جهاز الأمواج فوق الصوتية عند اجراء التصوير لسبب آخر. أما في حالات أخرى فقد يصاحبها واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

– اختلاف الطمث أو الحيض، بحيث يصبح أكثر غزارة أو أطول مدة أو أكثر ايلاماً. و قد يتكرر نزول الطمث على فترات اكثر تقاربا او بشكل غير منتظم.

– الإحساس بالألم في البطن أو أسفل الظهر أو أثناء الجماع.

– الإحساس بضغط على المثانة أو الأمعاء بحيث تجد المراة صعوبة في التبول أو الإخراج أو رغبة في التبول بكثرة.

– بروز البطن بسبب كبر حجم الرحم.

– حدوث الإجهاض.

– العقم.

هل هناك مضاعفات من ألياف الرحم؟

قد لا تسبب ألياف الرحم أية مضاعفات. ولكن احياناً وإذا كانت الالياف على شكل كتلة متدلية ذات عنق قد تلتوي وتسبب الألم او الغثيان او الحمى. هذا وقد تشعر المرأة بالألم اذا كانت الألياف في مرحلة نمو سريع او عندما تتحلل بعض أجزائها. وأما بالنسبة للسرطان فانه نادرا ما يحدث في الألياف. وقد تسبب بعض الألياف صعوبة في حدوث الحمل، ولكن هناك أسباب اكثر شيوعا للعقم. ولذلك لا داعي للاستنتاج بأن الألياف هي سبب حدوث العقم إلا بعد استبعاد تلك الأسباب الأكثر شيوعا.

كيف يتم تشخيص ألياف الرحم؟

احياناً يتم تشخيص الألياف اثناء الفحص الداخلي النسائي الروتيني الذي ننصح جميع النساء بالحصول عليه سنوياً. ثم يمكن اجراء المزيد من الفحوصات لتقييم الألياف بشكل اكبر ومنها:

– التصوير بالأمواج فوق الصوتية لمشاهدة الرحم والمبايض وما حولهم.

– تنظير تجويف الرحم، ويمكن الطبيبة من رؤية ما بداخل الرحم عبر مسبار رفيع يتم إدخاله إلى المهبل وعنق الرحم.

– تصوير الرحم وأنابيب فالوب بأشعة اكس بعد ملء الرحم بمادة سائلة بيضاء hysterosalpingography.

– تصوير الرحم والأنابيب بالأمواج فوق الصوتية بعد ملء الرحم بمادة سائلة sonohysterography. ويعطي هذا الفحص صورة دقيقة الوضوح لبطانة الرحم من الداخل.

– تنظير البطن عبر السرة laparoscopy للتمكن من رؤية البطن من الداخل والألياف الموجودة على السطح الخارجي للرحم.

– الرنين المغناطيسي والصورة الطبقية تستعمل نادراً، خاصةً في مراقبة نمو ألياف الرحم.

هل تعالج ألياف الرحم بالأدوية؟

قد تستعمل الادوية مع وجود ألياف الرحم في بعض الحالات للتخفيف من غزارة الطمث والألم المصاحب له في وجود الالياف. ولكن لا توقف هذه الادوية نمو الالياف ولذلك من الشائع اللجوء الى الجراحة في مرحلة لاحقة. وتستعمل الادوية التالية في العلاج.

– اقراص منع الحمل ووسائل منع الحمل الاخرى التي تحتوي على هورمون.

– محفزات هورمون GnRH أو Gonadotrophin-releasing hormone agonists التي تسبب انكماش الالياف وتوقف الدورة الشهرية بشكل مؤقت. ولكن بعد التوقف عن تناول هذه الادوية تعود الالياف الى حجمها السابق. ولا تستعمل هذه الادوية لمدة أطول من ستة اشهر بسبب أعراضها الجانبية. وتستعمل اكثر في التحضير للعملية الجراحية لكونها مفيدة في التخفيف من نزف الدم اثناء العملية.

– اللولب الهورموني الذي يحتوي على بروجستين للتخفيف من غزارة الطمث والألم المصاحب له.  ولكن لا يؤثر هذا اللولب على حجم الألياف، كما أن استعماله محدود للحالات التي لا تبرز فيها الألياف إلى داخل تجويف الرحم.

ما أنواع الجراحة التي تجرى لعلاج ألياف الرحم؟

هناك خياران، وأحدهما استئصال الألياف مع الإبقاء على الرحم نفسه. وفي هذه الحالة يمكن للمرأة الإنجاب بعد إجراء العملية. لكن أحياناً تظهر لاحقاً ألياف جديدة تؤدي إلى الإضطرار إلى إجراء عملية ثانية. ويمكن إجراء الإستئصال عبر منظار البطن أو باستعمال الروبوت.

أما الخيار الثاني فهو استئصال كامل الرحم. وفي هذه الحالة تفقد المرأة القدرة على الإنجاب. أما المبايض فيتم الإبقاء عليها أو استئصالها هي أيضاً. ويعتمد القرار على عدة عوامل من أهمها عمر المرأة. ونلجأ إلى استئصال كامل الرحم إذا لم يكن بالإمكان استئصال الألياف لوحدها أو إذا كان حجمها كبيراً.

هل تحتاج الألياف دائماً للعلاج، ومتى؟

من الشائع ترك الألياف كما هي دون التدخل لعلاجها، ويحدث ذلك عندما تكون صغيرة الحجم أو لا تسبب أية اعراض أو إذا كانت المرأة قد اقتربت من سن الإياس. وأحياناً أخرى تظهر الحاجة إلى العلاج إذا:

– أصبحت الدورة أو الطمث غزيرة أو مؤلمة بحيث ينتج عنها فقر الدم أو تؤثر سلبياً على حياة المرأة اليومية أو تؤثر على عملها.

– لاحظت المرأة نزول الدم في أيام أخرى غير أيام الحيض أو الطمث.

– لم يكن بالإمكان التأكد من أن الكتلة هي فعلاً من الألياف وشك الأطباء أنها خارج الرحم، في المبيض مثلاً.

– تسارع نمو حجم الألياف.

– أصاب المرأة العقم.

– صاحبت الألياف أوجاع في الجزء السفلي من البطن أو الحوض.

هل هناك طرق أخرى لعلاج الألياف؟

نعم، هناك خيارات أخرى وتتضمن:

1- تنظير داخل الرحم واستئصال الألياف إذا كانت بارزة من الداخل. ويستعمل الليزر أو التيار الكهربائي لتدمير الألياف. هذا ويظهر تحسن في الطمث بعد هذا الإجراء حتى ولو لم يكن بالإمكان إزالة الأجزاء العميقة من الألياف، أي تلك الأجزاء المدفونة في طبقات جدار الرحم الأعمق.

2- حرق بطانة الرحم إذا كانت الألياف صغيرة وتقل عن 3 سنتيمتر في قطرها.

3- سد الشرايين التي توصل الدم إلى الألياف بحقنها بذرات تشبه الرمل في حجمها وتقطع التغذية والأكسجين عن الألياف فيصغر حجمها. وتجرى عملية الحقن بمساعدة التصوير الشعاعي، ويمكن إجراؤها في العيادات الخارجية في أغلب الأحيان دون الحاجة إلى قضاء الليلة في المستشفى.

4- تدمير الالياف بالامواج فوق الصوتية التي يتم توجيهها صوب الالياف بمساعدة التصوير بالرنين المغناطيسي. وتخفيف هذه الطريقة الحديثة من حدة الأعراض لمدة قد تصل الى عام. وما زالت الأبحاث جارية لمعرفة ما يحدث على المدى الأطول.

ما هو تأثير ألياف الرحم على الحمل والولادة؟

لا تؤثر الالياف عادةً على الحمل او الولادة، ولكن احياناً قد ينتج عنها العقم او الإجهاض. ان الالياف اذا كانت بارزة نحو داخل تجويف الرحم قد تشكل عائقاً لانغراز بدايات الجنين في بطانة الرحم ونموه. كما انه وفي حالات نادرة قد تسد الالياف أنابيب فالوب او تؤثر على قدرة الحيوانات المنوية على المرور عبر عنق الرحم الى أنابيب فالوب. ولذلك قد ينصح الاطباء باستئصال الالياف اذا واجهت المرأة صعوبة في حدوث الحمل او تكرر الإجهاض في غياب أسباب اخرى.

كيف أحضر نفسي لزيارة الاطباء؟

ستقوم الطبيبة بسؤالك عدة أسئلة لذلك من المفيد تحضير إجاباتها مسبقاً وذلك كي تساعدي الطبيبة في ان توفر لك افضل خدمة في يوم الزيارة. ومن الأسئلة المتوقعة ما يلي:

– ما هي الأعراض التي تشعري بها، ومتى ظهرت للمرة الاولى؟

– كم مرة شعرت بها؟

– هل الاعراض شديدة ام متوسطة ام خفيفة؟

– هل هناك أشياء تخفف من الاعراض؟ وما هي؟

– ما هي الأشياء التي تزيد من شدة الأعراض؟ هل ظهرت الالياف عند احدى أفراد عائلتك سابقاً؟