هل الذهاب الى الطبيعة مجرد نزهة؟ ما سره؟

 ‏في رأيي أن شهري نيسان وايار هما أجمل أشهر السنة. إنهما موعدان في اجندة الحياة للولادة والخلق من جديد والنمو. فيهما تتجلى قدرة الطبيعة على النهوض من تحت أنقاض الشتاء والتخلص من حالة السبات التي فرضتها أشهر البرد والصقيع.

‏إن الربيع في بلادنا هو الفرصة الأنسب لنا سكان هذه البقاع للاقتراب من الطبيعة والنهل من روحها وعطائها. وقد تكون الطبيعة ظاهريا مجرد مساحة للترفيه ولكنها في الحقيقة أكبر من ذلك. هي ضرورة بيولوجية تعيد توازن الدماغ وتعزز صحتنا النفسية في عالم وصل درجة الغليان، مليء بالمثيرات الاصطناعية. 

‏أعطي الطبيعة فرصة وستغير الكثير فيك

‏ هل لاحظت شعورك بالإسترخاء عندما تذهبين في رحلة قصيرة إلى الغابات والحدائق؟ هناك سر وراء ذلك. ان قضاء الوقت في الطبيعة يخفض مستوى الكورتيزول. والكورتيزول هو هورمون التوتر. وهناك منطقة صغيرة في دماغك اسمها اللوزة الدماغية ترتبط بالشعور بالقلق والخوف. وقد وجدت فحوصات الدماغ أن المساحات الطبيعية تخفض من نشاطها مقارنة بالأماكن المزدحمة في المدن.

‏تؤثر الطبيعة على المزاج فتزيد الإحساس بالسعادة بسبب تحفيزها إفراز السيروتونين والدوپامين المرتبطين بالهدوء والسعادة. وعندما يحرص الناس على التعرض للطبيعة والمساحات الخضراء ينخفض خطر إصابتهم بالاكتئاب واضطرابات المزاج. هذا ليس مجرد كلام. فقد أظهرت الدراسات أن الطبيعة تساعد على نمو المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالاستقرار العاطفي والتعاطف.

‏يمارس اليابانيون عادة الاستحمام الغابي shirin-yoku وهي ليست استحمام بالماء كما قد تفهمين. في هذا التقليد يحرصون على الإنغماس في الطبيعة لإعادة القدرة على التركيز وتحسين الصحة. جربيها وستجدي أنك بعد العودة من استراحتك في الطبيعة تتحسن لديك القدرة على التركيز والانتباه والذاكرة أيضا. السبب في ذلك هو أن ذلك المشوار أو الإجازة في أحضان الطبيعة يسمح لدماغك بالاستراحة من التركيز المكثف والانتباه الدقيق. كما انه فرصة لتجنيب تعرض الدماغ للضغط النفسي الذي يحيط بنا في حياة المدن. كل هذا يخفف من نشاط مناطق معينة في الدماغ ويسمح بتفعيل شبكات بين الخلايا العصبية ترتبط بالإسترخاء والإبداع. تهدىء الطبيعة الجهاز العصبي دون إرهاق فصوت خرير الماء والروائح الطبيعية من الأشجار والحشائش والأزهار والمشاهد الخضراء تشفي وتريح. هذا على العكس مما تفعله الضوضاء الاصطناعية التي تسبب إجهاداً حسياً نعاني منه كل يوم في حياة المدن العصرية.

ابداع الطبيعة مصدر ابداع البشر

‏أما إذا كان الإبداع غاية لك في عملك فالجأي أكثر الى الطبيعة. فقد أظهرت دراسات أن قضاء ثلاثة أيام في البرية دون أجهزة إلكترونية يحسن الإبداع بنسبة ٥٠٪؜. هذا ليس أمرا غريبا. تشجع الطبيعة والبيئات المفتوحة على تصفية الذهن والتفكير بطريقة مختلفة. هنا يحدث التفكير بشكل غير مباشر مما يعزز القدرة على الإبداع وحل المشاكل.

هل هناك بديل عن الطبيعة؟

‏ قد لا تتوفر الفرصة للتواجد في الطبيعة والغابات والمساحات الخضراء الواسعة. في هكذا حالة، يمكن لحدائق المنازل أن توفر بعضاً من فوائد الطبيعة. وهي يمكن أن تكون بديلاً جيدًا ان كانت مزروعة ومحل اهتمام وعناية بشكل جميل.

قد تستغربي الأمر ولكن للطبيعة سحر وفائدة حتى في الصور والعالم الإفتراضي. فمشاهدة صور الطبيعة يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية ملحوظة على الدماغ والمزاج. انها بطبيعة الحال أقل قوة مقارنة بالتواجد المباشر في الطبيعة كما أن تأثيرها مؤقت. إن هذه البدائل البسيطة يمكن أن تكون أداة سريعة لتحسين الصحة العقلية في الحياة العصرية. اختاري صور ذات عناصر مائية أو خضراء واستخدميها كخلفية للشاشات على هاتفك. جربي النظر إلى هذه الصور الطبيعية لمدة ٢٠ ثانية كل ٢٠دقيقة من العمل لتقليل إجهاد العين. ولتعزيز التأثير شاهدي فيديوهات للطبيعة مع أصوات المطر أو العصافير أو الأمواج.

أماكن جميلة لزيارة الطبيعة والمشي في الأردن

  • وادي راجب.
  • وادي النمل.
  • محمية عجلون الطبيعية.
  • الحديقة النباتية الملكية في تل الرمان.
  • سد الملك طلال.
  • محمية وادي الموجب
  • محمية ضانا.
  • محمية الأزرق الرطبة او المائية.
  • عراق الأمير.
  • أم قيس.

اكتشاف المزيد من مشوارك مع صحتِك

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيِك؟ هل لديك تعليق؟

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.