السمنة والحمل وكيفية تجنب مخاطرهما على الأم والجنين

السُمنة هي وصف لحالة المرأة عندما يكون معامل كتلة الجسم ٣٠ وما فوق. ويحسب معامل الكتلة بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على تربيع الطول بالامتار. السمنة والحمل عندما يجتمعان يشكلان حالة خاصة تستدعي عناية خاصة لحماية الأم وجنينها.

تأثير السُمنة على الحمل

تؤثر السُمنة على الحمل في شِقّين – الأول على المرأة نفسها اما الثاني فعلى الجنين.

تأثير السمنة على المرأة

السُمنة والحمل عندما يجتمعان يشكلان حالة خاصة ترفع من احتمالية ظهور عدة مضاعفات. واولها سكري الحمل فلذلك من المهم فحص الدم لمعرفة مستوى السكر في بداية الحمل واحياناً لاحقا ايضاً. وتزيد اصابة المرأة بسكري الحمل من احتمال اصابتها بمرض السكري الدائم كما يزيد احتمال اصابة اطفالها به. هذا بالاضافة الى أن سكري الحمل يزيد من احتمال اللجوء الى العملية القيصرية للولادة.
المشكلة الثانية التي تصاحب السمنة والحمل هي زيادة احتمال الاصابة بتسمم الحمل. وهو مرض مهم ضار للحامل يصيب كافة اجهزتها وقد يؤدي الى السكتة الدماغية والتشنجات. قد يظهر هذا المرض اثناء الحمل او بعد الولادة بمدة قصيرة. وعندما يظهر قد يستدعي التدخل السريع لانقاذ الام والجنين بتوليد الجنين باكراً.
توقف التنفس أثناء النوم لمدة قصيرة متكررة يحدث أكثر عند النساء السمينات. وهو عامل في زيادة احتمال ارتفاغ ضغط الدم وتسمم الحمل والتشنجات ومشاكل القلب والرئتين.




تأثير السمنة على الجنين

يحدث الإسقاط أكثر عند المصابات بالسمنة كما يزيد ظهور التشوهات الخلقية مثل تشوهات القلب وتشوهات الدماغ والعمود الفقري. وللأسف يصعب رؤية التشوهات وتشخيصها لعدم وضوح الصورة بسبب تراكم الدهون في جسم المرأة الحامل وعلى جدار بطنها. ولنفس السبب قد يصعب سماع ضربات قلب الجنين في يوم الولادة اثناء المخاض.

تنجب المرأة المصابة بالسمنة مولوداً سميناً ايضاً وزيادة وزن المولود تعرضه الى اخطار الاصابة بالأذى اثناء ولادته اذا ما حُشر كتفه مثلاً في الحوض. وتزيد السمنة من الاضطرار الى توليد الجنين بالعملية القيصرية. ومن المعروف ان الاطفال الذين يولدون كبيري الوزن معرضين اكثر لاصابتهم هم انفسهم بمرض السمنة لاحقاً.

ذكرت سابقاً ظهور تسمم الحمل عند المصابات بالسمنة وقد يستدعي هذا المرض توليد المرأة مبكراً لإنقاذها او لإنقاذ جنينها. ولكن عندما تحدث الولادة قبل اكتمال نضوج وظائف جسد الجنين يتعرض لعدة مشاكل بعد الولادة مباشرة وعلى المدى البعيد. كما انه وبشكل عام تزداد نسبة وفاة الجنين داخل الرحم مع وجود مرض السمنة عند الحامل.

أساليب تخفيف الوزن

وقد تتساءلي عن افضل طريقة للتقليل من الأخطار التي تصاحب السمنة والحمل. اما الجواب فهو ان تنزلي وزنك قبل الحمل فتخفيض ٥ الى ٧ بالمائة من وزنك او على الاقل ٥ الى ١٠ كيلوغرام يحسن فرصة الحمل السليم ويحسن صحتك اولاً.
لتنزيل وزنك تحدثي مع طبيبتك التي قد تساعدك او تنصح بتحويلك لاخصائية تغذية. ينتج تخفيض الوزن عن تناول سعرات حرارية اقل مما يصرف جسمك منها في حركته ونهوضه بوظائفه المختلفة. ولتقليل السعرات انت بحاجة الى تناول المأكولات الصحية المفيدة والقيام بالنشاط الرياضي لمدة ستين دقيقة في اليوم في اغلب ايام الاسبوع.

مراقبة الوزن أثناء الحمل مهمة في حالة اجتماع السمنة والحمل
تنزيل الوزن قبل الحمل يساعد على حمايتك اثناء الحمل

أدوية التنحيف

اذا لم تتمكني من تنزيل وزنك يمكن اللجوء الى تناول أدوية خاصة بالتنحيف في حالتين. الأولى إذا كان معامل كتلة جسمك أعلى من ٣٠، والثانية إذا كان معامل كتلتك أكثر من ٢٧ مع وجود أمراض أخرى مثل أمراض القلب والسكري. ولكن من الضروري عدم تناول مثل هذه الأدوية إذا كنت حامل أو لا تستعملي وسيلة مضمونة لمنع الحمل.

جراحة التنحيف

تستعمل الوسائل الجراحية لتخفيف الوزن قبل الحمل بسنة أو سنتين ففي تلك الفترة يتناقص الوزن بسرعة كبيرة بعد العملية. ومن الضروري استعمال وسيلة مضمونة لمنع الحمل في تلك الفترة حتى لو كنت قد واجهت صعوبة في ان تحملي سابقاً. فقد تتحسن خصوبة المرأة تلقائياً أثناء النزول السريع للوزن الزائد. وهنا يجب الإنتباه الى ان مثل هذه العمليات يؤثر على امتصاص الجهاز الهضمي للأدوية مما قد يضطرك الى استعمال طريقة لمنع الحمل غير أقراص منع الحمل.g

برنامج رعاية حالة السمنة والحمل

اذا اجتمعت السمنة والحمل عند المرأة يجب الإهتمام ببرنامج رعايتها للتقليل من المضاعفات قدر الإمكان والحصول على حمل سليم. ويشمل البرنامج ما يلي:
التغذية – الإهتمام بنوعية التغذية أثناء الحمل ضروري لمنع المزيد من الدهون من التراكم والمحافظة على الوزن المناسب لصحتها وصحة جنينها. وبشكل عام تحتاج المرأة الحامل في الثلثين الأخيرين من حملها الى إضافة ٣٠٠ سعر حراري الى ما تتناوله يومياً -اي ما يعادل كوب من اللبن منزوع الدسم ونصف ساندوتش – ومن الأفضل استشارة خبيرة بالتغذية لمساعدتك على فهم احتياجاتك وتنظيمها.

ممارسة الرياضة مثل المشي أو السباحة – إبدأي بخمسة دقائق في اليوم وزيدي المدة بمقدار خمسة دقائق كل أسبوع حتى ولو لم تكوني قد مارست الرياضة قبل الحمل. إجعلي هدفك النهائي ممارسة الرياضة يومياً أو في أغلب أيام الأسبوع لمدة ثلاثين دقيقة.

مراقبة الوزن أثناء الحمل – فسوف يتم وزنك في كل زيارة للطبيبة وتعديل نظامك الغذائي والرياضي حسب نمو جنينك الذي ستتم مراقبة نموه أيضاً. فإذا كان نمو الجنين جيداً لا داعي لتعديل برنامجك حتى ولو لم يزداد وزنك حسب ما هو متوقع أثناء الحمل.

المخاض والولادة – من المعروف أن مدة المخاض أطول لدى الحوامل المصابات بالسمنة أو بزيادة في الوزن. كما ان مراقبة نبضات قلب الجنين أصعب ولذلك فإن نسبة الحاجة لإجراء العملية القيصرية أعلى في هذه الحالات. هذا بالإضافة الى أن مضاعفات العملية القيصرية مثل التهاب الجرح والنزيف أعلى لديهن.

ما بعد الولادة – من المهم الإستمرار في برنامج غذائي ورياضي صحي لتخفيف الوزن والوصول الى الوزن المناسب. والرضاعة الطبيعية لمدة عام مستحبة فهي قد تساعد على إنقاص الوزن بالإضافة الى انها أفضل طريقة لتغذية المولود. فمن الملاحظ أن سرعة نزول الوزن بعد الولادة أكبر عند النساء المرضعات بالمقارنة مع غير المرضعات.

ما رأيِك؟ هل لديك تعليق؟

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.